إن تطوير المناهج يعتمد على مجموعة من
الخطوات، وهذه الخطوات إذا تم الالتزام بها في عملية التطوير فإنها تؤدي إلى
الوقوف على أرض صلبة وتساهم مساهمة فعالة في تحقيق الأهداف المنشودة منه. مع
ملاحظة أن تسلسل هذه الخطوات قد يعتريه شيء من التغيير وفقًا لاتجاهات القائمين
على عملية التطوير وفقًا للظروف المحيطة.
أولًا: إثارة الشعور بالحاجة إلى التطوير:
وذلك من خلال تسليط الأضواء على نواحي
القصور التي تعانيها المناهج القائمة, وما يترتب على هذا القصور من نتائج سلبية,
وعرض دعوات التجديد والتطوير المنبعثة من داخل المؤسسة التربوية ومن خارجها, وعرض
أهداف التطوير, وما يمكن أن يحققه للناشئة والوطن.
ثانيًا: تحديد الأهداف وترجمتها
إلى معايير:
فهي التي توجه العمل, وتحدد آلية تنفيذه,
مع تهيئة الظروف المواتية لنجاح هذا التنفيذ, وتحديد أهداف التطوير هي الخطوة
الإجرائية الأولى للتطوير, فهي التي ترسم معالم خطة التطوير ومراحلها, وهي التي
تحدد محتوى المنهج وطرائقه ووسائله وأساليب تجريب المنهج المطور,
ومتابعته وتقويمه. ولا بد أن تكون الأهداف مستوفية الشروط سليمة في دقة
صياغتها,وتكامل مصادرها, وتوازن مجالاتها ومستوياتها, وواقعية تنفيذها, وإمكانية
ملاحظتها وقياسها, ووصفها السلوك الذي تسعى إلى إحداثه لدى المتعلمين بشكل واضح لا
يقبل اللبس في المنهج المطور.
ثالثًا:اختيار محتوى المنهج
المطور:
يتم اختيار محتوى المنهج المطور في ضوء
الأهداف التي تم تحديدها, ومن المعايير التي ينبغي أن يتصف بها, ارتباطه بالأهداف,
وواقع المتعلم, ومراعاته مستواه وميوله, وأهميته له, إضافة إلى صدقه, وتوازنه من
حيث الشمول والعمق, ومناسبته الوقت المتاح لتعلمه.
رابعًا : تنظيم محتوى المنهج
المطور:
وفي هذه المرحلة يتم تنظيم المحتوى, وترتيب
موضوعاته بشكل يتحقق في هذا التنظيم هدفان:
- الأول: تماسك المادة وترابطها وتكاملها.
- الثاني: سهولة تعلمها من قبل المتعلم.
وهذا يعني تحقيق نوع من التوازن بين
التنظيمين المنطقي والسيكولوجي للمادة. وهنا لابد من التذكير بمعايير تنظيم
المحتوى, كالاستمرار والتتابع والتكامل والمرونة.
خامسًا : اختيار طرائق التدريس:
وفي هذه المرحلة يتم تحديد طرائق التدريس
وأساليبه واستراتيجياته المناسبة لكل موضوع من موضوعات المادة, على أن تتسم تلك
الطرائق والأساليب والاستراتيجيات بمناسبتها للمحتوى, وانسجامها مع الأهداف,
وإثارتها لدافعية المتعلمين, وإتاحتها الفرصة لمشاركة المتعلم الإيجابية في
التعلم, والحرص على إكسابه الخبرات, ومهارات التفكير العلمي والناقد والإبداعي,
ومهارات حل المشكلة, كما ينبغي أن تتسم بالمرونة, بحيث يمكن تطويرها أو تعديلها,
بحسب ظروف البيئة التعليمية.
سادسًا: اختيار الأنشطة
التربوية:
وفي هذه المرحلة يتم اختيار الأنشطة الصفية
وغير الصفية التي تعزز التعلم وتثبته, وتثري الخبرة, وتساعد على تعديل السلوك,
واكتساب الاتجاهات الإيجابية, وتشبع الحاجات, وتنمي الميول والهوايات المفيدة,
ونشير في هذا المقام إلى مواصفات النشاط الهادف, كارتباطه بأهداف المنهج ومحتواه,
وتنوعه, ومناسبته للمتعلمين, ومراعاة مبدأ الفروق الفردية, وتوفير الفرص المساعدة
على اكتساب القيم والاتجاهات الإيجابية, والمهارات التعليمية المنسجمة مع طبيعة
العصر, ولا سيما مهارات التعلم الذاتي, والتعامل مع تكنولوجيا التعليم.
سابعًا: تحديد الوسائل
التعليمية:
يتطلب المنهج المطور منظومة من الوسائل
والتقنيات التعليمية التي تساعد كلاً من المعلمين والمتعلمين على تحقيق أهداف
المنهج, فقد تدخل موضوعات جديدة على المنهج المطور تستدعي استخدام مصورات
أو أفلام أو تسجيلات أو أقراص مدمجة أو بطاقات ولوحات جديدة تسهم في تسهيل تعليمها
وتعلمها, وهذا ما يتطلب توفير الأجهزة التقنية الضرورية لبعض المواد التعليمية،
فإن توفيرها بين أيدي المتعلمين والمعلمين والمشرفين التربويين الذين يشاركون في
تطبيق المنهج المطور ومتابعته وتقويمه أمر بالغ الأهمية.
ثامنًا: اختيار أساليب التقويم:
في هذه الخطوة يتم تحديد أساليب تقويم تعلم
المتعلمين, وما أحدثه المنهج المطور من تعديل في سلوكهم؛ ويندرج ضمن تلك الأساليب
أساليب تقويم التحصيل الدراسي, وأساليب تقويم النمو الشخصي والانفعالي على أن
تتوافر في تلك الأساليب المواصفات العلمية من مثل الارتباط بالأهداف, والاستمرار,
والوضوح, والصدق, والثبات, والموضوعية, والشمول, والاقتصاد في الوقت والتكلفة
والجهد, وغير ذلك من مواصفات. ولا بد تنويع أساليب الاختبارات التحصيلية,
كالاختبارات الشفوية, والكتابية (موضوعية وشبه موضوعية ومقالية) إضافة إلى
الاختبارات العملية, وأساليب تقويم الجانب الشخصي والانفعالي للمتعلم كالملاحظة
والمقابلة والاستفتاء, وغيرها.
تاسعًا: التهيئة لتجريب المنهج
المطور:
وتكون التهيئة من خلال صدور قرارات بتحديد
نسبة المحافظات والمدارس التجريبية في كل محافظة وتسميتها, وتشكيل اللجان المركزية
والفرعية المشرفة على التجريب, وإقامة دورات تدريبية مركزية للمشرفين
التربويين حول المنهج المطور, وتكليف هؤلاء المشرفين الذين اتبعوا الدورات
المركزية بتنفيذ دورات تدريبية للمعلمين الذين سينفذون المنهج المطور في المدارس
التجريبية, كما تتضمن القرارات تشكيل لجان تأليف مقررات المنهج المطور,
وما يلحق بها من مواد تعليمية وأدلة معلمين (بشكل تجريبي), وتشرع تلك اللجان
بتأليف كتب التلميذ والمواد التعليمية وأدلة المعلمين, على أن يتم التأكد من
تغطية المعلومات والحقائق والمفاهيم والتعميمات والنظريات المتضمنة
فيها مختلف الأهداف, ومناسبتها للأوقات المقررة لتدريسها, واتسامها بالمصداقية,
والصحة العلمية, والحداثة, والسلامة اللغوية, وسهولة الأسلوب, وجمال الخط, ومناسبة
حجمه للفئة المستهدفة من المتعلمين, وجاذبية ألوانه, وغناه بالصور والرسوم
والجداول الإيضاحية.هذا بالإضافة إلى توفير المناخ النفسي للعناصر البشرية التي
ستشارك في التجريب.
عاشرًا: تجريب المنهج المطور:
تهدف عملية تجريب المنهج المطور إلى:
-التأكد من توافر الشروط والمعايير المحددة
لكل من المحتوى والخبرات والطرائق والوسائل والكتب والمواد التعليمية, واتساقها
مع الأهداف المحددة للمنهج.
-التعرف إلى المشكلات والعوائق التي تواجه
المنهج المطور لتذليلها قبل التنفيذ.
-التأكد من امتلاك المعلمين والمشرفين
الكفايات الأكاديمية والتربوية التي تكفل تحقيق أهداف المنهج المطور.
ويمر تجريب المنهج بجملة من الخطوات, لعل
أهمها:
- وضع الخطة الإجرائية لتنفيذ عملية
التجريب وفق الشروط العلمية المعروفة, متضمنة استصدار القرارات, وتشكيل اللجان
المركزية والفرعية للإشراف على العملية ومتابعتها.
- اختيار عينة التجريب بحيث تكون ممثلة
للمجتمع الأصلي وتحديدها وفق عدة متغيرات, (مدارس ذكور, مدارس إناث),
(مدارس رسمية, مدارس أهلية) (بناء مدرسي حكومي, بناء مدرسي مستأجر) وغيرها.
(مدارس رسمية, مدارس أهلية) (بناء مدرسي حكومي, بناء مدرسي مستأجر) وغيرها.
- إعداد الأدوات والاختبارات والمقاييس
المختلفة الضرورية لتقويم عملية التجريب وفق الشروط العلمية السليمة.
- توفير المستلزمات الضرورية للتجريب
كالكتب التجريبية, وأدلة المعلمين, والمواد التعليمية والوسائل, وتوفير البيئة
المادية والبشرية لنجاح عملية التجريب.
- إجراء تحليل شامل لعملية التجريب تستخدم
فيه مختلف الأساليب العلمية, وعقد ندوات يشارك فيها معلمو التجريب, ومشرفوهم,
وعينة من أولياء الأمور وتلاميذ المدارس التجريبية, ووسائل الإعلام, والمهتمون
بالعملية التربوية في الجامعات ومراكز البحث؛لمناقشة نتائج التجريب, وتشخيص
الصعوبات, وتحديد أوجه القصور في مختلف جوانب المنهج التجريبي, وتلافيها استعدادًا
لمرحلة تنفيذ المنهج المطور وتعميمه.
- يمكن إعادة تجريب المنهج المطور
ثانية, وثالثة؛ لمعالجة أي قصور أو ملاحظات, والوصول به أعلى درجة.
حادي عشر: الاستعداد لتعميم
المنهج المطور:
ومن الاستعدادات لتنفيذ المنهج المطور القيام
بما يأتي:
– توفير الميزانية اللازمة لذلك.
-إنجاز الكتب الدراسية (كتب التلميذ, كتاب
المعلم, كتب النشاط, النشرات).
-تجهيز المدارس بما يلزم من معامل وأجهزة
وأدوات.
- إعداد المعلمين بدورات تدريبية ليصبحوا
قادرين على تنفيذ المنهج الجديد, واستخدام الطرائق والوسائل والأجهزة التعليمية
الحديثة, وما يناسبها من وسائل التقويم.
- إعداد الموجهين والمشرفين بدورات تدريبية
لمعرفة الطرائق والوسائل الحديثة في الإشراف والتوجيه والإرشاد, تبعًا للمنهج
المقترح.
- تهيئة التلاميذ وأولياء الأمور وأفراد
المجتمع بضرورة وأهمية التطوير للمناهج.
-إعداد الوسائل المتنوعة والمختلفة
الضرورية لعملية متابعة المنهج المقترح وتقويمه.
ثاني عشر: تعميم المنهج المطور:
بعد الانتهاء من الاستعداد لتعميم المنهج
المطور, تصدر القرارات المتعلقة بتعميم المنهج, محددة موعد بدء تعميمه على مختلف
المدارس وعادة ما يكون في بداية العام الدراسي.
ثالث عشر: تقويم المنهج المطور:
لا يعني تعميم المنهج المطور الانتهاء من
العمل, وإنما يعني بدء مرحلة جديدة من المتابعة والتقويم؛ حيث يعد منهجًا قائمًا
يحتاج إلى كشف الملاحظات والقصور, استعدادًا لعملية تطوير جديدة, فعملية تطوير
المنهج عملية مستمرة.
هناك طريقة أخرى لتطوير المنهج:
أهم مراحل وعمليات تطوير المنهج قد
تمر في عدة نقاط كالآتي:
1- وصف: الوضع الحالي للمنهج المراد تطويره
وتحليل محتواه، وتحديد نواحي القصور والمشكلات بجوانبها المختلفة، وتحديد مدى
الحاجة إلى التطوير.
2- تخطيط: ويشمل المنهج المراد تطويره
بجميع جوانبه، مع تحديد الاحتياجات المستقبلية واستراتيجية التعليم، ومدخلات عملية
التطوير، ويمكن حذف أو إضافة، أو مراجعة وتحسين بعض أجزاء من المناهج الحالية.
3- تصميم: أي ترجمة الفلسفة العامة للتربية
إلى أهداف، وتحديد المواد الدراسية ومحتواها، ووسائل تنفيذها، وعدد ساعات تدريسها،
مع وضع التخطيط الأفضل لجوانب المنهج، وإعادة تنظيم المحتوى.
4- إبداع: وفي هذه المرحلة يتم إيجاد حلول
للمشكلات المختلفة، وتأخذ هذه الحلول عدة صيغ جديدة.
5- بناء: وفيه يتم وضع المقررات المأخوذة
بواسطة مخططي ومطوري المناهج للمنهج المطور بعناصره المختلفة، من أهداف ومحتوى
وأنشطة ووسائل ومواد تعليمية متكاملة في تتابع تكتيكي، ووفق الأسس التربوية
والعلمية واستراتيجيات التعلم الحديثة.
6- تجريب: للتأكد من سلامة المنهج المطور،
قبل التصميم وذلك لمعرفة نواحي القوة لتدعيمها، السالبة لمحاولة تجنبه.
7- تقويم: وهذه المرحلة للحكم على مدى نجاح
أو فشل عملية تطوير المنهج، أو المنهج المطور ذاته، مع تشخيص الواقع الحالي من
خلال التجريب وذلك لتأكيد الدور الرئيسي لاتخاذ القرارات، والحصول على تغذية
راجعة.
8- تنقيح: وبمراجعة المنهج في ضوء التقييم
يتم التنقيح، وإخراجه في صورته النهائية.
9- متابعة: وهي مرحلة متابعة المراحل
السابقة أي المتابعة المرحلية، ثم متابعة التنفيذ والتطبيق للمنهج المطور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق